مسيرة فنية ِوإبداعية استثنائية عاشها آدم حنين الفنان والإنسان.. ومحطات هامة أثَّرت في تلك المسيرة فزادت من زخمها وتفردها. لم يكتف آدم بعطائه الإبداعي الذي لا يتسع هذا المقام للحديث عنه، وإن كانت هناك العديد من الأقلام النقدية العربية والعالمية، تناولته بالتحليل وسبر أغواره، والوقوف على تجلياته. بل امتد تأثير آدم ليكون مدرسة للنحت لها أبناؤها النجباء، وبحس الفنان المؤمن برسالته، أنشأ مع وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني سبموزيوم أسوان الدولي لفن النحت، الذي أصبح الآن كياناً دولياً له مصداقيته في شتى الأوساط الفنية العالمية، وتحت مظلة السمبوزيوم خرجت أسماء عديدة، أصبحت لها مكانتها في المشهد الفني المصري، بل وتمكن بعضهم من اختراق الأحداث الدولية المعنية بفن النحت، ليصنع لنفسه مكانة لائقة بين نحاتي العالم.
وها هو آدم يتوج مسيرته بمؤسسة للفن التشكيلي تحمل اسمه، وتسعى إلى أن يكون لها دورها الإيجابي في دفع الحراك التشكيلي في مصر، والإسهام في توعية المجتمع، وتعميق مفاهيم الجمال التي تحملها صنوف الفن على اختلافها، ويحملها النحت المنحدر من المصري القديم، وما حققه من منجز نحتي مدهش، لتستمر هذه الدهشة على يد نحاتي وفناني مصر المعاصرين، أو بالأحرى المجددين. و بتجرد الفنان الذي وهب حياته لهذه الحقيقة الأبدية، حقيقة أن الفن هو معادل السمو، والسمو هو أول درجات التخلص من أدران الحياة، فإذا تحققت هذه الخطوات لإنسان، فإن عقله ووجدانه سيكونا أسيرين لكل ما هو عميق وجدير بأن يتجسد في صورة لوحة أو كلمة أو نغمة أو كتلة نحتية تحاور الفراغ في رقي وصمت.
وهب آدم إبداعاته لتكون متحفاً فنياً بديعاً يحمل اسمه، ويضيف منارة ثقافية فريدة تتجاور مع منارات مصر في شتى مجالات الإبداع، وربما يكون حرصه على تحويل بيته بالحرانية إلى هذا المتحف، ا دلالة كبيرة على ما يشكل الفن من أهمية في حياة هذا الرمز الفني. وبكل ما سبق يمكن رسم بورتريه لآدم حنين الذي أصر بعزيمة لم تنحني أمام العقبات التي يمكن أن يتخليها القاريء، ليشيد متحفاً لأعماله.. متحفاً قال عنه الدكتور مصطفى الرزاز في مقدمة الكتيب التعريفي بالمتحف: "إنه مجموعات من التجارب المتبلورة في تناول خامات الجبس والحجر والخشب والحديد والبرونز وألواح الإردواز"... وأضاف: "المتحف كنز فتح لنا بواباته بسخاء، وهو مزار للتأمل والدرس يقتضي أن يجلس الزائر في كل مرة أمام إحدى التجارب لفتح مغاليقها وتفكيك شفرتها".
فيمكننا أن نطل في السطور التالية على أهداف مؤسسة آدم حنين للفن التشكيلي، التي تمثلت في: نشر التوعية بقيم الجمال التي يؤسس لها الفن التشكيلي في المجتمع، ورفع الذائقة العامة للشعب على اختلاف فئاته وأعماره ومستوياته العلمية والثقافية، والعمل على شيوع الأعمال الفنية لتحقق أهدافها الثقافية والتعليمية، واكتشاف الطاقات المبدعة في شتى ربوع الوطن، إضافة إلى إقامة ورش عمل محلية ودولية لفن النحت، وتنظيم منحة سنوية للإقامة والعمل بأتيليه المؤسسة، وهذا إلى جانب إقامة المعارض الفنية والمحاضرات والدورات التثقيفية للفنانين الشباب والمهتمين بالفن بشكل عام، كما تسعى المؤسسة إلى الحفاظ على تراث آدم حنين الفني.
وها هي المؤسسة تنطلق نحو تحقيق أهدافها، مستعينة في ذلك برؤى وأفكار أعضاء مجلس الأمناء الذين يشكلون كوكبة من المهتمين بالشأن الثقافي والفني في مصر، واضعة نصب أعينها المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي تطرأ على المجتمع.
أعضاء مجلس الأمناء:
د. عصام درويش - رئيس مجلس الأمناء
م. أكرم المجدوب - نائب الرئيس
أ. إيناس لوقا - الأمين العام
أ. ماجد عريان
م. أنسي أبوسيف
أ. إيهاب اللبان
م. جاد هنري
د. خالد سرور
د. زياد بهاء الدين
أ. فاروق حسني
أ. محمد أبوسعدة
د. محمد رضوان
أ. ناجي فريد
أ. نديم إلياس
أ. هاني فيصل